كان سعادة الوزير متجها بموكبه لافتتاح المنتجع السياحي الجديد، عند وصوله رحب به حشد من الموظفين والعاملين في المنتجع، الزربية التقليدية الصنع مفروشة بأوراق الورد الأحمر، يصفق الحشد، يتقدم رئيس المنتجع للسلام على الوزير والترحيب بجلالته في انحناء وتواضع، واضعا يمناه فوق يسراه ومسبلا نظره إلى حذاء الوزير، لم أدر هل يتفحص تسريحة شعره فوق لمعان الحذاء أم هو نوع من التقدير والتبجيل لمعاليه ، يرحب بالوزير ويسرد عليه أسماء ومناصب حفظها عن ظهر قلب لبعض المسؤولين الذين اصطفوا في خط مستقيم لم ألاحظ فيه أي خلل، الحشد ما زال يصفق، الوجوه منشرحة والثغور ضاحكة، القامات ممشوقة والملابس أنيقة، تقدمت فتاة في العشرينيات من سعادته وهي تحمل وسادة حرير خالص وضع فوقها مقص ذهبي اللون وشفتيها الورديتين تفتحتا عن للآلئ بيض فرحا بشرف التقرب من معاليه.
تقدم سموه ممسكا بالمقص وعيون الحشد متربصة خاشعة تترقب، تلتقي شفتا المقص مفرقة الخيط الحريري ومعلنة عن افتتاح المنتجع، تتبعها تصفيقات الحشد الحارة وتهانيهم لمعاليه.
انتهى الربورطاج الإخباري.
ابتسمت مذيعة الأخبار تودعنا وهي تقول بلسان حالها: اعذروني فأنا مضطرة لذلك !!؟